على طريقة “السماوي” مشعوذ من آسفي ينصب على رجل أعمال في أربعة ملايير





نصب مشعوذ من آسفي “يدعى عثمان.د” وأبناؤه على رجل أعمال ثري، إذ بلغت قيمة ما تم النصب عليه حوالي أربعة ملايير من السنتيمات.
هذه القصة المثيرة والغريبة، التي تليق فيلم سينمائي أوردت تفاصيلها الصباح ضمن عدد اليوم (الاثنين 19 شتنمبر 2016) بصفتحها الأولى، على طريقة “السماوي” فقد خلالها مصنعا كبيرا بالمنطقة الصناعية مولاي رشيد وفيلا وشقة فاخرتان، وضيعة بابن سليمان، إذ تقدر قيمة هذه الممتلكات بأزيد من أربعة ملايير.

وحسب وقائع القضية فإن رجال الأعمال، بعد تعرضه للنصب، ما زال يطرق إلى اليوم باب المحكمة التجارية، بعد أن احتفظ “سنديك” أشرف على عملية بيع شركة الضحية وشقته بحي بوركون في المزاد العلني، بثمن البيع المحدد في 800 مليون، دون تسليم الدائنين مستحقاتهم وإعادة ما تبقى من الأموال له، بل الأكثر من ذلك أن عملية البيع تمت دون علمه، تورط فيها أقارب المشعوذ.
بدأت عملية النصب التي تصلح لشريط سينمائي مثير، عندما قرر رجل الأعمال، يملك أكبر شركة للخياطة بالبيضاء، تشغل أزيد من 700 عامل، الزواج من مساعدته في الشركة، وبعد فترة ستطالبه الزوجة الجديدة، بزيارة فقهاء ومشعوذين بحكم أنها تعرضت للسحر من الزوجة الأولى.

بعد سنة من زيارة المشعوذين، ستقترح الزوجة زيارة مشعوذ بأسفي، الذي سينصب كمينا محكما للضحية، إذ سيستدعي ابنته لمشاركتهم الجلسة، مدعيا أن بها جنيا سيجيب عن كل ألغازه. شرعت الابنة التحدث بصوت رجولي، وأجابت عن كل الأسئلة، جعلت رجل الأعمال يصدق الأمر، وعندما قرر العودة إلى البيضاء، طلب منه المشعوذ، تشغيل ابنه، في الشركة، فوافق دون تردد.
بعدها سينجح المشعوذ في إقناع الضحية، الذي صدق بركته المزيفة، بالاستقرار معه في فيلته بكاليفورنيا لحمايته من السحر، وتشغيل أفراد عائلته، سواء في الشركة أو حراسا بفيلته، قبل أن يقترح عليه مرة أخرى تشغيل الابنة في الشرطة بحكم أن الجني الذي بها، سيكشف كل أعمال السحر الذي سيتعرض لها من قبل المستخدمين ومنافسيه.
بعدها سيبدأ مسلسل عزل رجل الأعمال عن محيطه، بداية بمطالبته باسم الجن بتطليق زوجته الثانية، لأنها تزوجته طمعا حسب قول الجن، وهو ما قام به، ثم تطليق الزوجة الأولى، والتي باشر معها إجراءات الطلاق قبل أن يتراجع بعد افتضاح الأمر.


هذا الوضع جعل المشعوذ الآمر الناهي، إذ كان يحصل منه على أموال تقدر بالملاين لشراء بخور لـ”تحصين الشركة”، قبل أن يطلب منه بتعليمات من الجن اقتناء أرض بآسفي لإخفاء مجوهراته وكل الأشياء النفيسة لحمايتها من السحر. سدد رجل الأعمال قيمة الأرض المحددة في 70 مليون وسلم المشعوذ كل ما يملكه، قبل أن يتم الانتقال الأخير إلى المرحلة مهمة، وهي مطالبته بإيقاف العمل بالشركة، بحكم أنها ستعرضه لإضرار خطيرة قد تكلفه حياته بسبب السحر. استجاب رجل الأعمال للأمر، ليجد نفسه متابعا من قبل الجمارك، لعدم تسديده رسوما جمركية عن سلع استوردها، وبعد مرور 40 يوما على عدم تسوية وضعيته مع الدائنين والجمارك، بتحريض من المشعوذ، دخلت الشركة إلى مرحلة التصفية القضائية، وهنا، سيستغل المشعوذ الوضع، ويطلب منه تفويت فيلته بكاليفورنيا لابنته وضيعة بابن سليمان لابنه حتى لا تباعان في المزاد العلني مع الشركة. حرر الضحية عقدي بيع الفيلا والضيعة لدى موثق، قبل أن يتلقى اتصلا من ابن المشعوذ، تخبره أن القانون لا يحمي المغفلين، وأنهما أعادوا بيع الفيلا والضيعة لأشخاص آخرين.
تقدم الضحية بشكاية إلى وكيل الملك، تم فتح تحقيق فيها من قبل الشرطة القضائية لعين السبع، أكدت تورط المتهمين، إذ أدانت المحكمة الزجرية ابن المشعوذ، بثمانية أشهر حبسا نافذا وابنته بستة أشهر موقفة تنفيذ، وبرأت المشعوذ، وخلال الحكم الاستئنافي رفعت العقوبة للابن إلى 10 أشهر، وأدانت الابنة بستة أشهر حبسا نافذا، والمشعوذ ستة أشهر موقفة التنفيذ، فيما اكتفت بـ50 مليون تعويضا مدينا. أيدت محكمة النقض، أخيرا، الحكم الاستئنافي، رغم عدم توصل الضحية بنسخة منه لأسباب غامضة.

0 التعليقات :