الجنرال عبد الفتاح الوراق.. ابن الشاوية خبير المدرعات الذي يعرف خبايا الجنود والضباط
م.ع احداث اسيف الرباط
الجنرال دوفيزيون عبد
الفتاح الوراق ثالث جنرال يتم تنصيبه في عهد الملك محمد السادس القائد
الأعلى للقوات المسلحة الملكية، خلفا للجنرال عروب الذي لم تعد ظروفه
الصحية تسمح له بمتابعة أمور الجيش عن كثب.
الوافد الجديد على رأس الجيش المغربي
يعد واحدا من الضباط الذين شاركوا في بناء الجدار الرملي الذي أنهى 16 سنة
من حرب الصحراء ضد البوليساريو.
وهو ينتمي لفرقة المدرعات التي خبرت جيدا ضراوة حروب الصحراء واحتكت عن كثب مع مقاتلي الجبهة.
اسمه لم يطرح يوما طيلة فترة حكم محمد السادس ليكون خلفا للجنرالات الذين سطع نجمهم في عهد الملك الراحل الحسن الثاني.
ويعد الوراق من بين الضباط الذين تخرجوا من المدرسة الحربية الفرنسية وحصلوا على شواهد عليا من هيأة أركانها.
اختيار الوراق ليشرف على أمور الجيش
اليومية، خرج هذه المرة عن التقاليد المرعية في التعامل مع الجنرالات
الكبار، فالوافد الجديد عمل طويلا داخل الموارد البشرية للقوات المسلحة
الملكية، مما يكشف عن جزء من المهمة التي من اجلها تم تكليفه لهذا المنصب،
والتي تقتضي حل بعض المشاكل التي يعاني منها الجنود ولا يصل صداها إلى
الرأي العام باعتبار طبيعة المؤسسة الصماء.
ماضي الوراق العسكري واحتكاكه
بمقاتلي الجبهة، يحمل بين طياته رسالة ضمنية إلى هذه الأخيرة، بكون القوات
المسلحة الملكية المرابضة في الصحراء لن تكتفي بموقف المتفرج، ان هي تمادت
في تحرشها وقامت بتحريك وحداتها كما حدث بمنطقة الكركرات مؤخرا.
وبتعيين ابن الشاوية على رأس
المفتشية العامة للقوات المسلحة الملكية، تكون دورة تجديد النخبة العسكرية
قد اكتملت أضلاعها ونقل ريادة الجيش للجيل الجديد من الضباط.
فبعد تولي الملك محمد السادس للحكم
ورث نخبة عسكرية شائخة تمثلت في مجموعة من الشخصيات العسكرية التي شاخت في
بعض المناصب العسكرية العليا والحساسة مثل الجنرال عبد الحق القادري الذي
تربع على رأس مديرية الوثائق والمستندات لأكثر من 18 سنة ، والجنرال حسني
بنسليمان الذي عين على رأس قيادة الدرك الملكي منذ سنة 1973 ، بالإضافة إلى
ضباط سامين آخرين الذين أصبحوا وجوها مألوفة داخل الهرمية التنظيمية للجيش
وإن كانوا برتب عسكرية أقل.
وطيلة فترة حكم محمد السادس لجأ إلى إجرائين أساسيين يتمثلان في ترقية عسكرية سريعة للضباط السامين، والإحالة على التقاعد .
ومن خلال هذه الترقيات المتسارعة ،
كان الملك يهدف إلى فسح المجال أمام الأجيال الشابة من الضباط للترقي
وتحقيق بعض طموحاتهم في مسارهم المهني .
أما فيما يخص الإحالة على التقاعد
العسكري ، فقد اتخذ الملك عدة قرارات بإعفاء أو إحالة بعض الضباط السامين
على التقاعد . فقد تمت إحالة بعض الضباط السامين على التقاعد أو تم إعفاؤهم
من مهامهم .
ويعتبر الاحتفاظ بكل من الجنرال حسني
بنسليمان ، و الراحل عبد العزيز بناني والجنرال بوشعيب عروب نتيجة لتقلد
هؤلاء لمناصب عسكرية حساسة وطول بقائهم في هذه المناصب.
فالجنرال حسني بنسليمان يتحكم في
أقوى جهازعسكري يقوم بضبط حدود البلاد من جهة ، و تأطير البوادي المغربية
التي تعتبر مكونا أساسيا للاستقرار السياسي الداخلي للمملكة ، بالإضافة إلى
تحكم هذا الأخير في مراقبة مكونات المؤسسة العسكرية ، فالدرك الملكي يعتبر
بمثابة شرطة داخلية للجيش .
أما فيما يخص بوشعيب عروب ، فرئاسته
للمكتب الثالث لفترة طويلة جعله يتحكم في المعلومة العسكرية التي تعتبر
وسيلة أساسية في التحكم في الجيش والتعرف على ما يجري فيه .
كما يمكن أن نضيف إلى ذلك بأن
الاحتفاظ بهذه الشخصيات العسكرية السامية يعكس إلى حد ما الرغبة السياسية
في ترسيخ فكرة الاستمرارية مع التجديد داخل المؤسسة العسكرية .
0 التعليقات :